تاريخ طويل من المنافسة، تاريخ طويل من البطولات، هذا هو حال الكرة في مصر بين الأهلي والزمالك، فيشهد التاريخ أن أقدم دربي في مصر كان بين الفريقين، حين اتفق الفريقان على اللقاء في مباراتين إحداهما على ملعب المختلط "الزمالك" والثانية على ملعب الأهلي، وتشاء الأقدار أن يفوز كل فريق على ملعب الآخر بهدف نظيف ليظل التنافس منذ 1917 وحتى اليوم عبر ثلاثة وتسعون عاماً.
وقبل الحديث عن تاريخ الأهلي والزمالك في بطولة كأس مصر يجب أولاً أن نعرف البطولة نفسها، وتاريخها، وقبل ذلك يجب أن نتطرق للجو العام للكرة المصرية حين بدأت البطولة عام 1921، ونبدأ بتأسيس إتحاد كرة القدم في مصر، متى؟، وكيف؟، ولماذا؟.
فقد عرفت مصر أول إتحاد لكرة القدم في مصر عام 1910 باسم "الإتحاد المختلط"، وأنشأه بالإسكندرية أنجلو بولاكي أحد أبناء الجالية اليونانية، وتكون من سبعة أعضاء من الأجانب، ورفضت الأندية المصرية المشاركة في مسابقاته لعدم وجود مصريين في تشكيله.
وفي عام 1916 تأسس "الإتحاد المصري الإنجليزي لكرة القدم"، وضم في تشكيله ثلاثة أعضاء مصريين، ورحبت به الأندية المصرية للقضاء على الإتحاد المختلط، وبدأ مسابقاته عام 1917 باسم "الكأس السلطانية" المهداة من السلطان حسين كامل.
ورغم ذلك، لم يكن هناك رضاء من مسئولي الأهلي والأندية الوطنية الأخرى عن الاشتراك في مسابقات مع الإنجليز، فسعوا مع أقرانهم من الأندية الأخرى المصرية لتأسيس إتحاد مصري خالص ينظم شئون كرة القدم المصرية، فاجتمع مندوبي أندية الأهلي والمختلط والسكة الحديد والعباسية والقاهرة والإتحاد السكندري عام 1921 وأسسوا الإتحاد المصري لكرة القدم برئاسة جعفر والي باشا، وكان وكيله فؤاد بك أباظة، ومن أبرز أعضاءه أبو النقد الرياضي المصري إبراهيم علام "جهينة"، وأبو الكرة المصرية حسين حجازي، واختير يوسف محمد أول حكم دولي في مصر مديراً عاماً للإتحاد، واعتمد عضواً بالإتحاد الدولي لكرة القدم عام 1922، بعدها تنازل الإتحاد المختلط عن سلطاته للإتحاد المصري عام 1923، وبهذا تم تمصير كرة القدم المصرية بالكامل.
وبدأ الإتحاد المصري لكرة القدم نشاطه بتنظيم مسابقة كأس مصر وكانت تسمى "كأس التفوق المصري على كأس الأمير فاروق"، ثم دوريات المناطق وعلى رأسها "دوري القاهرة على درع الأمير عمر طوسون" قبل أن ينظم الإتحاد بطولة الدوري العام سنة 1948 تنفيذاً لفكرة الرائد محمود بدر الدين.
هكذا كانت البداية، وكانت بطولة كأس التفوق المصري "كأس مصر" أول بطولة مصرية خالصة بتنظيم مصري خالص وبمشاركة أندية مصرية بدون أي اشتراك للأجانب، وظلت بعض الفرق الأجنبية تشارك فقط في بطولة كأس السلطان حسين حتى توقفت عام 1938.
من هنا كانت البداية
بدأت مسابقات بطولة كاس مصر تحديدا يوم 18 فبراير 1921، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم احتار كثيرون في عدد المباريات التي أقيمت بين الأهلي والزمالك التي أقيمت منذ بداية البطولة، وحقيقة لهم كل العذر، فاتحاد الكرة لا توجد به وثائق، ولا يمكن أن يتم توثيق الكرة بطريقة سليمة إلا بالاستعانة بالصحف القديمة، وعن طريقها نستطيع القول أن الأهلي والزمالك التقيا ثمانية وعشرية مرة في بطولة كأس مصر في أربعة وعشرين موسماً، ولكن لا يمكن أبداً لأحد أن يقول أن هذا العدد هو العدد الصحيح والنهائي لمباريات الفريقين بالبطولة، فقط يمكننا الآن وعن طريق الصحف القديمة في هذه الفترة أن نقول أن الأهلي والزمالك لعبا ثمانية وعشرين مباراة قابلة للزيادة لكها ليست قابلة للنقصان، بمعنى أنه يمكن أن نكتشف أن الفريقين لعبا مباريات أخرى ببطولة كأس مصر في مواسم لم نكتشف لها أوراق من التاريخ حتى الآن لكن من الممكن أن تظهر بمزيد من البحث في الصحف القديمة أو الإصدارات الرياضية التي كانت تصدر في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي.
إذن لدينا بما لا يدع مجالاً للشك ثمانية وعشرين مباراة أقيمت في أربعة وعشرين موسماً، وقد يتساءل البعض، لماذا أربعة وعشرين موسماً؟، والرد ببساطة أن هناك ثلاثة مواسم أعيدت فيهم المباراة بين الفريقين وذلك لعدم تطبيق قاعدة اللجوء لضربات الترجيح من نقطة الجزاء في ذلك الوقت.
ففي عام 1938 تقابل الفريقان في الدور النهائي للبطولة، وتعادل الفريقان بهدف لكل فريق، أحرز للأهلي حسن الفار مدافع الزمالك في مرماه وتعادل للزمالك حسين لبيب، وعاد الفريقين والتقيا مرة أخرى لتحديد البطل، وفاز الزمالك بهدف محمد لطيف.
وفي عام 1958 التقى الفريقان في نهائي البطولة وتعادلاً بدون أهداف، ثم عادا ولعبا مرة أخرى ليتعادلاً بهدفين لكل فريق، أحرز للأهلي ميمي الشربيني هدفين، وأحرز للزمالك عصام بهيج وعلاء الحامولي ويقرر إتحاد الكرة أن يقتسم الفريقين الكأس ستة شهور لكل منهما.
خماسية تاريخية للأهلي وعبد الكريم صقر
أما عاماً 1937 فيعد عاماً تاريخياً، فلم يحدث أن تقابل فريقان ثلاثة مرات لتحديد الفائز، ولكن هذا ما حدث في دور الثمانية لبطولة كأس مصر، فقد التقى الفريقان وتعادلا بهدف لكل فريق، أحرز للأهلي عبد الكريم صقر، وللزمالك مصطفى كامل، وعادا والتقيا بعد أسبوعين وتعادلا مرة أخرى بهدفين لكل فريق، أحرز للأهلي لبيب محمود وعبد الكريم صقر، وأحرز للزمالك حسن حلمي "زامورا" ومصطفى كامل، وعاد الفريقان مرة أخرى ليلعبا مباراة ثالثة في حادث لم يتكرر ليفوز الأهلي بخمسة أهداف نظيفة أحرز منها عبد الكريم صقر ثلاثة أهداف، وأحرز كل من حسين حمدي ولبيب محمود هدفاً واحداً.
وهكذا يكتب التاريخ لعبد الكريم صقر أنه أحرز خمسة أهداف بمرمى الزمالك في دور واحد وفي ثلاثة مباريات متتالية.
كما أن هذا الفوز الكبير على الزمالك يجعل جماهير الأهلي تفخر بأن فريقها فاز على الزمالك بكل الأرقام، من واحد إلى ستة، فالأهلي وكما تقول أوراق التاريخ فاز على الزمالك بهدف وهدفين وثلاثة مرات عديدة كما فاز برباعية عدة مرات، وبخماسية مرة واحدة عام 1937، وفي بداية القرن الحادي والعشرين فاز بستة أهداف مقابل هدف واحد، وفي الجدول المنشور ننشر تفاصيل المباريات الثمانية والعشرون باليوم والشهر والسنة.
خلال هذه المباريات فاز الأهلي خمسة عشرة مرة وخسر ثمانية مرات وتعادل مع الزمالك خمسة مرات، وأحرز في مرمى الزمالك ثلاثة وخمسون هدفاً مقابل أربعون هدفاً في مرماه، والطريف أن الزمالك ومنذ فاز على الأهلي في نهائي بطولة مصر عام 1959 لعب مع الأهلي سبعة مباريات في البطولة فاز فيها الأهلي ولم يحقق الزمالك أي فوز ليمر على آخر فوز للزمالك على الأهلي في بطولة كأس مصر واحد وخمسون عاماً.
تفاصيل لقاءات الأهلي والزمالك في بطولة كأس مصر
ثلاثة لاعبين أحرزا للفريقين
وتكتب أوراق التاريخ أن هداف الأهلي في لقاءات كأس مصر هو الراحل عبد الكريم صقر برصيد خمسة أهداف، بينما كان هداف الزمالك هو مصطفى كامل برصيد أربعة أهداف، والطريف أن اللاعبين لعبا للفريقين، فقد لعب عبد الكريم صقر للأهلي قبل أن ينتقل للزمالك عام 1941، وأحرز للزمالك هدفين في نفس البطولة ليصبح الهداف التاريخي لمباريات الأهلي والزمالك في بطولة كأس مصر برصيد سبعة أهداف.
أيضاً لعب مصطفى كامل للأهلي وأحرز له هدفاً في بطولة الكأس قبل أن ينتقل للزمالك ويحرز له أربعة أهداف، ليصبح رصيده في البطولة خمسة أهداف، ولا ننسى أن جمال عبد الحميد لعب أيضاً للفريقين وأحرز هدفاً لكل فريق، ففي عام 1978 أحرز جمال عبد الحميد هدفاً للأهلي في المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بأربعة أهداف مقابل هدفين، وعاد وأحرز هدفاً للزمالك عام 1989 وفاز الأهلي بهدفين لهدف واحد، ليصبح جمال عبد الحميد هو ثالث لاعب في تاريخ الأهلي والزمالك يحرز للفريقين في بطولة كأس مصر.
أحرز أهداف الأهلي الثلاثة وخمسين في بطولة كأس مصر ستة وثلاثون لاعباً، منها هدف أحرزه مدافع الزمالك حسن الفار في مرماه، بينما أحرز أهداف الزمالك الأربعين ثمانية وعشرون لاعباً، وتفاصيل الهدافين في الجدول المنشور بأسفل.
هدافي الأهلي والزمالك في كأس مصر
الهدافين التاريخيين لقمة كأس مصر
مباريات تاريخية بين الأهلي والزمالك
وقد شهدت مباريات الفريقين عبر مسابقة كأس مصر مباريات تاريخية لا تنساها جماهير الفريقين، فبجانب الخماسية التاريخية عام 1937، هناك مباراة كبيرة لعبها الفريقان عام 1931 في نهائي كأس التفوق المصري على كأس الأمير فاروق وهي نفسها بطولة كأس مصر، وفاز الأهلي بأربعة أهداف لهدف واحد، ويهمنا هنا ما ذكرته الأهرام حينها عن المباراة:
فقد كتبت في العامود الأول "خرج الأهلي منتصراً فائزاً بالكأسين والدرع ولم يترك لأندية القطر غير اللوعة"، وتقصد الأهرام، أن الأهلي فاز في هذا الموسم ببطولة كأس السلطان حسين، وكأس مصر، ودرع دوري القاهرة، وجمع كافة البطولات في دولابه، والجميل وما يثير فخر جماهير الأهلي، أن الأهلي خلال هذه الفترة هو النادي الوحيد في مصر الذي جمع بين البطولات الثلاثة للقطر المصري في النصف الأول من القرن العشرين، ولم يفعلها مرة واحدة، بل فعلها ثلاثة مرات، فقد جمع البطولات الثلاثة مواسم 1924/1926،1925/1927، 1930/1931، ليتضح لنا أن الجمع بين الألقاب المختلفة عادة أصيلة للفرسان الحمر، وكثيراً ما فعلها ولم يترك للآخرين إلا اللوعة.
أيضاً تتحدث جماهير الفريقين بفخر عن مباراة 1944، فتفخر جماهير الزمالك بفوز فريقها بستة أهداف، بينما تفخر جماهير الأهلي بأن هذه المباراة كانت ثمناً باهظاً ودليلاً دامغاً على وطنية الأهلي ووقوفه في وجه الإحتلال الإنجليزي ومعه القصر الملكي.
ففي عام 1943 تلقى الأهلي دعوة من بعض الأندية الفلسطينية لتعزيز موقفها في مواجهة الأندية الصهيونية، وقتها رفض اتحاد الكرة الذي كان يترأسه محمد حيدر باشا ياور الملك فاروق ورئيس الزمالك السابق، رفض سفر بعثة الأهلي إلى فلسطين بضغط من السلطات البريطانية، إلا أن مختار التيتش جمع فريق الأهلي وسافر بصورة غير رسمية بمساعدة فؤاد سراج الدين وزير الداخلية في ذلك الوقت الذي استخرج للاعبين تصريح بالسفر للعب في فلسطين باسم "نجوم القاهرة"، ليلبى دعوة بالمخالفة لقرار اتحاد الكرة الأمر الذي ترتب عليه شطب فريق النادي الأهلي كله، و حرمانه من المشاركة في النشاط المحلى وأهمه كأس مصر.
فقد أدت زيارة الأهلي لفلسطين لغضب الصهاينة، وسخط السلطات البريطانية لأن الزيارة والمباريات التي لعبها الأهلي تحولت إلى احتفالية وطنية في وقت كان الفلسطينيون فيه يواجهون عمليات الزحف الصهيوني والتجهيز لتأسيس دولة الكيان الصهيوني، ظل الأهلي محروما لعدة أشهر من النشاط، حتى قرر اتحاد الكرة العفو عن لاعبيه شريطة أن يحضر لاعبو الأهلي إلى مقر اتحاد الكرة، والتوقيع على اعتذار رسمي وآسف على السفر إلى فلسطين دون موافقة اتحاد الكرة.
وبالفعل ذهب كل اللاعبين، تنفيذا لتعليمات محمد حسنين باشا رئيس النادي الأهلي آنذاك باستثناء لاعب واحد، هو مختار التيتش الذي أرسل برقية إلى رئيس اتحاد الكرة محمد حيدر باشا يقول فيها: "لقد ذهبنا إلى فلسطين في مهمة وطنية، وهو موقف من العار الاعتذار عنه وبناء عليه فإنه لا يشرفني الانتماء لاتحاد كرة يترأسه أمثالك"، وأصيب حيدر باشا بصدمة، فتم شطب مختار التيتش قبل أن يتم التراجع عن القرار.
صورة قرار التراجع عن الشطب كما جاء بجريدة الأهرام في أبريل 1944
عاد اللاعبون للتدريب لكن الوقت لم يسعفهم لاستعادة كامل لياقتهم بعد إيقاف استمر عشرة شهور، ليخسروا أمام الزمالك بستة أهداف نظيفة، لتفخر بها جماهيره، فما أبخسه من ثمن للوطنية ومواجهة الإحتلال والقصر الملكي.
ونأتي لعام 1978، ولا تنسى جماهير الأهلي الفوز التاريخي على الزمالك بأربعة أهداف مقابل هدفين يوم 28 أبريل 1978، وفي هذا العام فاز الزمالك ببطولة الدوري العام بفارق هدف وحيد، وكان هدفاً اعتباريا بعد احتساب مباراته مع غزل المحلة بالفوز 2/0 نتيجة إلقاء جماهير غزل المحلة للحجارة، وجاءت مباراة نهائي الكأس ويعاني الأهلي من إصابات عديدة في صفوفه، مما اضطر المدير الفني المجري هيديكوتي لوضع المصابان طاهر الشيخ ومحمود الخطيب على دكة البدلاء تحسباً لأي شيء.
وتسير المباراة في صالح الأهلي ويتقدم بهدف لمصطفى عبده قبل أن يطرد الحكم الألماني ممدوح مصباح مدافع الزمالك لتعديه على مصطفى عبده، إلا أن طه بصري يتعادل للزمالك لينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما، ويأتي الشوط الثاني ويفاجئ علي خليل الجميع بإحراز هدف التقدم للزمالك، ويمر الوقت ويستشعر هيديكوتي خطورة الموقف فينزل طاهر الشيخ ومحمود الخطيب حتى تأتي الدقيقة الثانية والثلاثين من الشوط الثاني ليحرز الخطيب هدف التعادل ويسيطر الأهلي على المباراة تماماً وسط موجات هجومية هائلة ويحرز جمال عبد الحميد وطاهر الشيخ الهدفين الثالث والرابع ليفوز الأهلي برباعية ينتزع بها بطولة كأس مصر، ليكتب الراحل نجيب المستكاوي في صحيفة الأهرام "الأهلي حول الهزيمة إلى نصر في آخر 14 دقيقة!".
كما قام الناقد الكبير يومها كعادته بوضع درجات للاعبين وكانت كما يلي:
وكان الراحل نجيب المستكاوي يطلق على بعض اللاعبين بل والأندية أسماء فيها نوع من الأدب الساخر، فكان يسمي غزل المحلة "الفلاحين"، الإتحاد السكندري "الإتحاد الصيفي"، الترسانة "الشواكيش"، الإسماعيلي "الدراويش"، الأهلي "العناتيل"، الزمالك "العتاولة"، أما اللاعبين فكما نرى في درجاتهم، فمصطفى عبده "المجري" نسبة للقطار المجري السريع في ذلك الوقت، محمود الخطيب "الخطير"، مختار مختار "مختار إسكو" نسبة لأنه من أبناء نادي إسكو، فاروق جعفر "أوناسيس" نسبة للمليونير الشهير، حسن شحاتة "إنجرام" لأنه قام بإعلان لكريم الحلاقة مع الخطيب وطاهر الشيخ وفاروق جعفر.
وأخيراً نصل إلى خامس أشهر مباراة في تاريخ الفريقين، والتي أقيمت في الثاني من يوليو 2007، وهي المباراة التي يعدها الجميع جمهوراً ونقاد الأجمل في تاريخ مباريات كأس مصر بجانب مباراة الأهلي والإسماعيلي في بطولة الدوري العام 2002 والتي انتهت بالتعادل بأربعة أهداف لكل فريق ليكون الأهلي طرفاً في أجمل مباريات الكرة المصرية على الإطلاق في بطولتي الدوري العام وكأس مصر.
كانت المباراة تسير في اتجاه واحد، هجوم من الأهلي ودفاع محكم من الزمالك مع مرتدات سريعة، انتهى الشوط الأول بتعادل الفريقين بدون أهداف، وفي الشوط الثاني باغت عمرو زكي دفاع الأهلي وخطف هدفاً برأسية من خطأ فادح لدفاع الأهلي وحارسه أمير عبد الحميد في الدقيقة 50 من المباراة، وسرعان ما يرد عماد متعب المنطلق بصاروخ في الدقيقة 57، ويستمر هجوم الأهلي ويحرز شيكابالا هدفاً ثانياً للزمالك في الدقيقة 65 ويمر الوقت ويظن الجميع أن المباراة في طريقها للانتهاء وإذا بأبو تريكة يحرز هدف التعادل في الدقيقة 88 بعد أن أضاع أبو تريكة وعماد متعب وفلافيو وأسامة حسني حفنة من الأهداف.
ويأتي الوقت الإضافي الأول يحرز جمال حمزة هدفاً ثالثاً للزمالك في الدقيقة العاشرة منه، لكن أسامة حسني يعوض ما أضاعه في شوط المباراة الثاني ويحرز هدفين متتاليين للأهلي في الدقيقتين الثانية والثالثة من الشوط الإضافي الثاني، وفي نهاية المباراة بدقيقة واحدة وبعد تقدم الأهلي بأربع أهداف مقابل ثلاثة تقف العارضة حائلاً أمام إحراز الزمالك للهدف الرابع وهدف التعادل لتنتهي المباراة بفوز الأهلي بالمباراة وبكأس مصر بعد ماراثون تاريخي.
المثير أن الزمالك تقدم على الأهلي ثلاثة مرات، والأغرب أن تقدم الزمالك في المرات الثلاثة جاء من ثلاثة فرص فقط، بينما أضاع لاعبو الأهلي أهدافاً بالجملة طوال اللقاء، وقبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة وبعد تقدم الأهلي بأربع أهداف مقابل ثلاثة تقف العارضة حائلاً أمام إحراز الزمالك للهدف الرابع وهدف التعادل عن طريق عمرو زكي، ليحرز الزمالك ثلاثة أهداف من أربعة فرص له خلال المباراة.
وأخيراً من المهم أن نشير إلى أن الأهلي فاز ببطولة كأس مصر 35 مرة منها مرتين مناصفة مع الزمالك، كما جمع بين بطولتي الدوري العام وكأس مصر ثلاثة عشرة مرة مقابل مرتين فقط للزمالك جمع فيهما بين البطولتين.
فقد جمع الأهلي بين البطولتين في مواسم: 1948/1949،1949/1950، 1950/1951، 1952/1953، 1955/1956، 1957/1958،1960/1961، 1980/1981، 1984/1985، 1988/1989، 1995/1996، 2005/2006، 2006/2007.
بينا فاز الزمالك ببطولة كأس مصر 21 مرة منها مرتين مناصفة مع الأهلي، كما جمع الزمالك بين بطولتي الدوري العام وكأس مصر مرتين فقط في موسمي: 1959/1987،1960/1988.
وإن شاء الله يفوز الأهلي ببطولة كأس مصر لهذا العام ليجمع بين بطولتي الدوري العام وكأس مصر للمرة الرابعة عشرة في تاريخه... قولوا معنا "آمين".
موقع جماهير الأهلي::: كأس مصر بين الأهلي والزمالك... من هنا كانت البداية